روائع مختارة | واحة الأسرة | فقه الأسرة | تزويج الصغري قبل الكبري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > فقه الأسرة > تزويج الصغري قبل الكبري


  تزويج الصغري قبل الكبري
     عدد مرات المشاهدة: 3841        عدد مرات الإرسال: 0

إعتاد غالب الناس، بل كل الناس على إختلاف جنسياتهم وتنوع قبائلهم على تزويج الفتاة الكبرى ثم الوسطى ثم الصغرى هكذا بالتسلسل، ولا زال الكثير من الناس حتى اليوم متمسكين بهذا التسلسل وهذه العادة في تزويج الفتيات ولذلك نسمع كثيرا أن الخطاب يتقدمون لنكاح الصغرى فيرفض الولي، ويُرَد الخاطب بحجة وجود إختها الكبرى، فأقول محبة للأولياء والآباء والأمهات وإبراءً للذمة: هل هذه العادة شرعها الله، أو أمر بها في كتابه، أو أمر بها رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته حتى نسير عليها ونتمسك بها حتى الآن.. لا، والله، التعصب لهذا التسلسل لم يرد في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بل في سورة القصص لما أراد شعيب أن يزوج موسى عليهما السلام قال له {إني أريد أن أنكحك احدى إبنتي هاتين} الآية والشاهد من الآية قوله {إحدى إبنتي هاتين}، والمفهوم من الآية كأن شعيباً يقول لموسى عندي بنتان أعطيك أوصافهما ثم تختار منهما واحدة، والا ما كان هناك فائدة من قوله {إحدى ابنتي هاتين} ولو كان التسلسل في تزويج الفتيات امرا واجبا لما خيره في احدى إبنتيه في فهم من الآية انه لا يلزم التسلسل في تزويج الفتيات، فمتى ما جاء الخاطب الكفء للصغرى أو الوسطى فيجب على الولي أن يزوجه اياها، ولا يجوز له ان يرده بحجة وجود الكبرى.

بعض الآباء والأمهات قد يعتقد أن تزويج الصغرى قبل الكبرى حرام ولا يجوز! وهذا فهم خاطئ وجهل بالشريعة، أقول هذا، وقد سألت بعض الأمهات قائلة: تقدم لنا خاطب يريد الزواج من إبنتي الصغرى، فهل يجوز أن نزوجها قبل أختها الكبرى؟

فجاء الجواب، نعم بل يجب عليكم اذا تقدم الكفء يريد الصغرى أن تزوجوه، فهذا حق لها، لا تمنعوها من حقها ومن رزقها الذي ساقه الله لها فقالت: جزاكم الله خيراً.

¤ ما هي حجة بعض الأولياء في ذلك؟ بعد البحث والسؤال وجد أن حجتهم إوهن من خيط العنكبوت وهي مرفوضة وسوف يحاسبون عليها يوم القيامة، ماهي حجتهم؟

يقولون لا نريد أن نكدر خاطر اختها الكبرى، أسألكم بالله أيها المسلمون هل هذه حجة مقنعة، هل هي مقبولة حجتهم هذه عاطفة ويجب أن يتغلب العقل والحق على العاطفة، هذه العاطفة يرفضها كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهل من المنطق والحق أن يرد الخاطب عن الصغرى جبرا لخاطر الكبرى وحتى لا يضيق صدرها، هذه عاطفة، اذا تمسك بها الأولياء تسببوا لأنفسهم وبناتهم بأضرار كثيرة منها:

= الضرر الأول: انهم منعوا الصغرى من حقها الشرعي، ورزقها الذي ساقه الله لها، وهذا المنع فيه معصية لله وللرسول صلى الله عليه وسلم وقد جاء في الحديث «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير».

= الضرر الثاني: ماهو ذنب الصغرى حتى يرد الخطاب عنها ماذا فعلت، حتى تحرم من الزواج الآن، هل وقعت بما يغضب الله حتى تعاقب بتأخير زواجها -أجيبوا أيها الأولياء!.

= الضرر الثالث: بتأخير زواج الصغرى من أجل الكبرى، قد تتعرض بقية الأخوات للعنوسة بسبب الكبرى لأنها أصبحت حجر عثرة على أخواتها، وبعد سنوات قد يكون في البيت ثلاث عوانس بدلا من عانسة واحدة وهذا حاصل وموجود، ومشاهد وإعترف به بعض الأولياء بعد فوات الأوان، كله بسبب التعصب لهذه العادة التي طغت على العقل والحق.

= الضرر الرابع: ألا يخاف الأولياء على الصغرى من الوقوع فيما لا تحمد عقباه خاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه المغريات ودواعي الرذيلة مع نقص العقل وقلة الدين والحياء من بعض الفتيات.

= الضرر الخامس: قد تتعرض الصغرى لبعض الأمراض النفسية مثل القلق والإنطواء والعقد النفسية لأنها لا تستطيع أن تتكلم عما بخاطرها أو تطالب بحقها، فتكتم كل ذلك بصدرها فتصاب بالهم والغم والحزن.

= الضرر السادس: ألا يخاف الأولياء أن يتعرضوا لدعوة سرت في جوف الليل من الصغرى لأنها مظلومة في الحديث: «واتق دعوة المظلوم فانها ليس بينها وبين الله حجاب» وهذا هو سلاحها الدعاء لأنها تستحي أن تتكلم أو تطالب وليها بالزواج، فتلجأ إلى الدعاء في الليل والنهار حتى وإن إبتسمت في وجه والديها، او قدمت لهم الطعام والشراب.

ما معنى تعصب بعض الأولياء في تسلسل زواج البنات؟!

معناه: كأن الولي يجبر الخطاب، ويقول لهم: خذوا الكبرى وإلا ما عندنا بنات للزواج، هذا هو المعنى، ولا شك ان الخاطب جاء يريد مواصفات معينة في الفتاة من الدين والخلق والثقافة والجمال والمال، وقد لا تكون هذه الصفات أو بعضها موجودة في الكبرى، فهو لا يريد الزواج منها فهل الولي على بناته يجبر الخاطب على صفات بالكبرى لا يريدها أم يرد الخاطب وهذا معناه أنه منع بقية البنات من الزواج، كل هذا التصرف لا ترضاه عقول الرجال ويرفضه دين الإسلام يروى أن الشيخ عبدالعزيز بن باز عليه رحمه الله كتب في مجلة البحوث الإسلامية فقال: إذا جاء الخاطب يريد أن يخطب الصغيرة وفي البيت من هي أكبر منها، فعلى الولي أن يزوج الصغيرة فهذا رزقها ساقه الله لها، ولعل الله ان يفتح باب الزواج للكبرى بسبب تزوج الصغرى.

ماهو الواجب على الكبرى، وماهو واجب الولي نحو الكبرى؟ الواجب على الفتاة الكبرى ان تصارح والديها، وخاصة والدتها وتقول لها: يا امي معك أمانة، يوم تعرض الأمانات على السماوات والأرض، ان تقدم خاطب يريد اختي الصغرى فزوجوه، ولا تردوه من أجلي، فأنا لا أرضى بهذا، والزواج قسمة ونصيب، والذي يكتب النصيب هو الله، هذا هو الواجب على الكبرى وتكون مأجورة بذلك، واما الذي يجب على الولي نحو الكبرى ان يجتهد في البحث لها عن زوج وله أن يعرضها بالتلميح أو التصريح على من تبرأ به الذمة ففي صريح القرآن والسنة المطهرة ما يشفي الغليل من جواز عرض الولي إبنته على الصالحين فشعيب عرض احدى ابنتيه على موسى عليهما السلام، قال تعالى {إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين} وتلك المرأة التي عرضت نفسها على الرسول صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب رضي الله عنه، عرض ابنته حفصة على أبي بكر ثم عثمان.. وغيرهم كثير عرضوا بناتهم على الصالحين، وما قالوا كما يقول العوام: عيب، نستحي، ماذا يقول الناس عنا، تجلس في البيت حتى يأتيها رزقها، وغيرها من الكلمات التي لا تبرأ بها الذمة ما دام أن الفتاة كبيرة، فهل نحن وبناتنا أفضل من هؤلاء الأخيار الذين عرضوا بناتهم للزواج!؟

* وختاماً أقول: اتقوا الله أيها الأولياء أيها الآباء والأمهات، لا تردوا الخطاب عن الصغرى من أجل الكبرى، وقد سمعتم الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفعل الصحابة الكرام والسلف الصالح بجواز تزويج الصغرى قبل الكبرى.. يجب عليكم أن تقولوا سمعنا وأطعنا، هذه أمانة ألقيها في رقاب الأولياء والآباء والأمهات.

بقلم: الشيخ حمد بن عبدالله الدوسري.

المصدر: مركز واعي للإستشارات الإجتماعية.